أوليفيا سميث- من ويتبي إلى أرسنال، قصة صعود نجمة كندية

ولدت أوليفيا سميث، نجمة كرة القدم الصاعدة، في الخامس من أغسطس عام 2004، في مدينة ويتبي الساحرة، التابعة لمقاطعة أونتاريو الكندية. نشأت أوليفيا في كنف أسرة رياضية متواضعة، غرست فيها حب المنافسة والإصرار على تحقيق الأحلام.
كان والدها، شون سميث، المدرب القدير لكرة القدم من مدينة أوشاوا، ووالدتها، سولي ريكيلمي سميث، المنحدرة من مدينة تورنتو، الداعمين الرئيسيين والملهمين لطموحاتها الكروية منذ نعومة أظفارها. وها هي اليوم، في ربيعها الواحد والعشرين، تتألق كأغلى لاعبة في تاريخ كرة القدم النسائية، بعد أن أبرمت صفقة تاريخية ومذهلة مع نادي أرسنال الإنجليزي العريق، مقابل مبلغ تجاوز المليون جنيه إسترليني.
في سن الثانية عشرة، انضمت أوليفيا إلى أكاديمية ويتبي المحلية المرموقة، حيث أبهرت المدربين والمتابعين بمهاراتها الاستثنائية وقدراتها الفذة في مركز خط الوسط الهجومي. ومع ذلك، لم يكن الطريق إلى النجومية مفروشًا بالورود والرياحين.
واجهت أوليفيا انتقادات لاذعة من بعض الأصوات التي كانت ترى أن كرة القدم حكر على الذكور، وأنها ليست رياضة مناسبة للفتيات. لكنها لم تستسلم لتلك الانتقادات المحبطة، بل حولتها إلى حافز قوي وإصرار مضاعف على تحقيق النجاح والتفوق.
وبدلًا من أن تسلك الطريق التقليدي المعتاد في الالتحاق بإحدى الجامعات الأمريكية المرموقة، اتخذت أوليفيا، التي تتمتع بقوام رياضي رشيق يبلغ طولها 165 سم ووزنها 58 كجم، قرارًا جريئًا وشجاعًا بالسير قدمًا في مسار الاحتراف المبكر.
في عام 2023، وقّعت أوليفيا أول عقد احترافي لها مع نادي سبورتنج لشبونة البرتغالي الشهير، وسرعان ما خطفت الأنظار في سماء الكرة الأوروبية بفضل موهبتها الفذة وأدائها المتميز.
وبحلول عام 2024، انتقلت أوليفيا إلى نادي ليفربول الإنجليزي العريق، حيث سطع نجمها كواحدة من أبرز اللاعبات الصاعدات في الدوري الإنجليزي للسيدات. فبفضل رؤيتها الإستراتيجية الثاقبة ومهاراتها الفردية الرائعة وقدرتها على صناعة الفارق، أصبحت محط أنظار واهتمام كبرى الأندية الأوروبية.
واليوم، تكتب أوليفيا سميث التاريخ بأحرف من ذهب، بانتقالها المثير إلى نادي أرسنال الإنجليزي، في صفقة تاريخية قياسية، تجاوزت قيمة صفقة انتقال النجمة ناومي جيرما إلى نادي تشيلسي، والتي قُدرت بمبلغ 900 ألف جنيه إسترليني.
جدير بالذكر أن أوليفيا قد مثلت منتخب كندا للسيدات في بطولة كأس العالم للسيدات 2023 التي أقيمت في أستراليا ونيوزيلندا، وحققت إنجازًا مشرفًا بحصولها على الميدالية البرونزية في بطولة الكونكاكاف للشباب تحت 20 عامًا في عام 2022.
وفي سن الخامسة عشرة فقط، شاركت أوليفيا للمرة الأولى مع المنتخب الكندي الأول في عام 2019، لتصبح بذلك أصغر لاعبة على الإطلاق يتم استدعاؤها لتمثيل المنتخب الوطني في المحافل الدولية.
من ملاعب ويتبي المتواضعة والبسيطة إلى أضواء مدينة لندن الساحرة، تواصل أوليفيا سميث كتابة التاريخ وتدوين اسمها بأحرف من نور في سجلات كرة القدم، وذلك من خلال إبرامها هذا العقد المليوني التاريخي.
